كلمة سعادة الدكتورة/ مريم بطي السويدي الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع في الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين

يمثل الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات مناسبة عظيمة وعزيزة على قلوبنا جميعاً وعلامة مضيئة في تاريخ دولة الإمارات تتجسد فيه مسيرة رائدة في التنمية المستدامة والإنجازات الوطنية الشاملة. هو يوم مجيد نستلهم فيه قيم الريادة وعُلُّو الهمة والطموح، الذي يحفزنا لمزيد من البذل والعطاء والعمل بإتقان وتفانٍ، من أجل رفعة وطننا الغالي.. نستذكر فيه مسيرة الفخار والتميز التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وباني نهضتها، طيب الله ثراه، مع إخوانه الآباء المؤسسين التي أثمرت عن قيام دولة الاتحاد.

وفي هذا العام نحتفي بمرور 50 عاماً من عمر الاتحاد بين إمارات الدولة السبع ومسيرة العطاء التي امتدت طوال تلك العقود. من هنا يصبح احتفال هذا العام استثنائي.. ليس ككل احتفال؛  فاحتفال عيد الاتحاد الخمسين هو احتفاء بمسيرة ريادية عظيمة لدولة تمكن قادتها خلال فترة قصيرة من تحقيق الرخاء والسعادة لشعبها وللمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لتغدو نموذجاً يحتذى وأيقونة في التنمية والأمان أمام دول العالم.

احتفال تُظْهِر من خلاله دولة الإمارات للقاصي والداني أن مسيرة الإنجازات التي انطلقت مع تأسيس الدولة في 2 و 3 ديسمبر 1971.. تتواصل بمعدلات متسارعة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (حفظه الله) وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

اليوبيل الذهبي لتأسيس الدولة يشكل فرصةً مثالية للتأمل في إنجازات الخمسين عاماً الماضية في الوقت الذي نستعدّ فيه للانطلاق بخطى وثابة وفكر خلاق في مسيرتنا للخمسين عاماً المقبلة، علاوة على الاحتفاء بيوم تاريخي يطل علينا كل عام نستذكر فيه مآثر وإنجازات الآباء المؤسسين، ونجدد فيه العهد على أن نبقى أوفياء وأبناء بارين لهذا الثرى الطاهر ولحكامنا الذين قادوا الوطن من عهد الاتحاد إلى عهد الريادة والازدهار والرفاه.

ولعل الإنجاز الأهم في مسيرة دولة الإمارات، يتمثل في بناء وتطوير قدرات الإنسان من خلال تزويده بالعلم والفكر والمعرفة، لِيُسْهِم مساهمة فاعلة في دفع عجلة البناء والتنمية؛ حيث وضعت القيادة الحكيمة للدولة بناء الإنسان ورعايته في صدارة أولوياتها واستثمرت فيه علماً وفكراً فجاد بأطيب الثمار التي ننعم بها اليوم من نماذج رائدة ومشرفة وضعت الإمارات في مصاف الدول المتطورة عالمياً، لتواصل الدولة مسيرة التنمية والتمكين في ظل قيادتها الرشيدة.

لا يسعنا في هذا اليوم إلا أن نجدّد عهدنا على الوفاء لـ «إرث الأولين» الذي نحمله وسام فخر على صدورنا وأمانة غالية في أعناقنا، ونجدد في هذا اليوم العهد لقيادتنا الرشيدة على مواصلة العمل بعزيمة وإصرار لتكون دولة الإمارات دائما نبراساً ومركز إشعاع حضاري لدول العالم قاطبة، وتحقيق المزيد من النجاحات لوطننا الغالي، وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لنا وللأجيال القادمة.

نشكر المولى عز وجل، على ما أنعم به علينا من قيادة لا تدخر وسعاً في رفع راية الوطن عالية خفاقة وتحقيق رفاهية وسعادة المواطن والمقيم والزائر، ونعاهد قيادتنا الرشيدة على أن نَصِلْ الليل بالنهار لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء.

كما نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الرشيدة وإلى كافة المواطنين والمقيمين، بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين، سائلين الله العلي القدير أن يرعى جهود القيادة الحكيمة لتحقيق طموحات أبناء الوطن في المزيد من الخير والرخاء وأن يعيد هذه المناسبة العزيزة على الجميع بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ قيادتنا ذخراً للأمتين العربية والإسلامية، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ دولتنا وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والسؤدد.


شارك هذا المحتوى مشاركة طباعة