يسعدني بهذه المناسبة أن أرفع باسمي وباسم هيئة الأوراق المالية والسلع أطيب التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى شعب الإمارات الوفي وكافة المقيمين على هذه الأرض الطيبة.
ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ52 لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نستذكر ونفخر بعقود من الإنجاز ومسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص والدؤوب لرفعة هذا الوطن وإعلاء رايته خفاقة عالية بين الأمم، مستندين إلى قاعدة صلبة وضع أساسها الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه "، بأن تكون الإمارات في المكانة المستحقة بين دول العالم في كافة المؤشرات العالمية.
وسيظل يوم الثاني من ديسمبر في العام 1971 ذكرى عزيزة على قلوب أبناء الإمارات، ومناسبة للفخر والاعتزاز والفرحة، ذلك اليوم الذي يؤرخ لاتحاد الإمارات وميلاد دولتنا المباركة، ومنذ ذلك اليوم تتوالى الإنجازات والمكتسبات بمسيرة مباركة من العطاء امتدت لأكثر من خمسة عقود حققتها دولة الإمارات عبر تجربتها الاتحادية، وتعددت أهدافها التنموية ومثلت انعكاسا لاستراتيجية رشيدة سعت لتوظيف الإمكانات والقدرات، وإيجاد بيئة وطنية تواكب المستجدات العلمية والتقنية عبر سياسات اتحادية ومحلية متكاملة.
تمكنت الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، من رسم مستقبل دولة الإمارات للعقود المقبلة واستشراف مستقبل مشرقٍ نمضي فيه بخطى ثابتة للأمام، متمسكين بقيمنا الراسخة، وها هي دولة الإمارات ترتقي المراتب الأولى على مؤشرات التنافسية وترتاد الفضاء وتستكشف المريخ، وتسابق الزمن لتحتل مكانة رائدة ضمن أفضل دول العالم، وتتبوأ المكانة التي تستحقها بفضل الاقتصاد المتطور والاستغلال الأمثل للموارد والبنية التحتية المتطورة.
وتواصل هيئة الأوراق المالية والسلع جهودها الدؤوبة لتنفيذ الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة وتحقيق الريادة في مؤشرات التنافسية العالمية والوصول بأسواق المال المحلية إلى مصاف الأسواق المتقدمة، حيث قامت باستشراف مستقبل قطاع الأوراق المالية المحلية والعمل على أن يصبح أكثر ديناميكية وقدرة على مواكبة تطورات مجتمعات الأعمال ومتطلباته وبما يحقق رؤية ورسالة الهيئة الرامية إلى حماية حقوق المستثمرين بما يدعم مناخ الاستثمار.
كما قامت بتطوير أنظمتها وتشريعاتها لاستيعاب التقنيات الحديثة، وطرح حلول مالية ابتكارية تواكب وتساير المتغيرات والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى توظيف التكنولوجيا المالية المستقبلية وتسخير التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع والمبادرات خلال الآونة الأخيرة منها تنظيم عملية التوريق ووضع المعايير والمتطلبات الخاصة بإصدار الأسهم والسندات والصكوك الخضراء، والتشجيع على تبني فرص استثمارية صديقة للبيئة، وتعزيز رؤية الدولة في ملف الاستدامة وحماية البيئة، إضافة إلى وضع إطار تنظيمي يغطي صناديق الاستثمارات الموجهة نحو الاستدامة والمحافظ والسندات المدارة، مع التركيز على المشاركة في بناء الاقتصاد الأخضر الذي سيساهم بفعالية في المستقبل المستدام في الدولة.
وختاماً، أؤكد على أن عيد الاتحاد فرصة لشحذ الطاقات، وتحفيز الهمم والعزائم وتجديد العهد مع النفس والوطن وقيادتنا الرشيدة بالحفاظ على صرحنا التنموي الرائد الذي تحول إلى رمز ونموذج للنهضة في المنطقة ومصدر للأمل بالمستقبل، وندعو الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على وطننا الحبيب بالأمن والأمان والعز والرخاء والسؤدد، كما نسأله تعالى أن يتغمد بواسع رحمته وعظيم مغفرته الآباء المؤسسين- طيب الله ثراهم أجمعين- الذين أرسوا قواعد هذه الدولة وانطلقوا بها نحو بناء الوطن والإنسان.