في إطار الجهود الرامية لتأهيل الكوادر الإماراتية وتمكينها من العمل في القطاع المالي بالدولة، استقبلت هيئة الأوراق المالية والسلع - في مقرها بدبي – نخبة من الشباب الإماراتي المنتسبين للدورة الثانية من برنامج "رواد الأسواق المالية".
ويُعد هذا البرنامج أحد أهم المبادرات التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع صندوق الوطن وأكاديمية أبوظبي العالمي (ADGMA)، ويهدف إلى تأهيل الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتهم العملية والنظرية في مجال الأسواق المالية، مما يمكنهم من تولي أدوار حيوية في القطاع المالي ويسهم في تعزيز مشاركتهم في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة للدولة.
ويضم البرنامج في دورته الحالية نحو 30 منتسبًا، يمثلون نخبة من الشباب الإماراتي الذين ينتمون إلى عدد من الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات المالية بالدولة.
وبهذه المناسبة، أعربت سعادة الدكتورة مريم بطي السويدي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، عن فخرها بانضمام نخبة متميزة من شباب الوطن إلى برنامج "رواد الأسواق المالية". وأكدت سعادتها على حرص الهيئة الدائم على المساهمة في تحقيق رؤية الحكومة في تمكين الشباب وتقديم الدعم لهم وفتح آفاق جديدة من الفرص أمامهم التي تمكنهم من تحقيق أقصى درجات الاستفادة من قدراتهم، من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات المتقدمة التي تؤهلهم لتولي مناصب قيادية في هذا القطاع الحيوي.
وأضافت سعادتها: "نسعى وبالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين على تسخير جميع الموارد والإمكانات اللازمة لتمكين الشباب من رسم مستقبل القطاع المالي بالدولة، كما وستعمل الهيئة بجد على تزويد هذا القطاع بكوادر وطنية مؤهلة للارتقاء بتنافسيته على المستوى العالمي، تماشيا مع الرؤية الاستراتيجية للدولة في أن تصبح مركزًا ماليًا عالميًا رائداً، يتمتع بأعلى مستويات التميز والابتكار".
وأكدت سعادتها على أن التعليم والتدريب المستمرين هما الأساس لبناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة، ويعكسان رؤية الهيئة في إعداد جيل من الشباب القادر على قيادة المستقبل، وذلك لما تملكه هذه الفئة من قدرة على التكيف مع المتغيرات، واستيعاب التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والذي يسهم بدوره في تعزيز كفاءة الأعمال وتطوير الأسواق المالية.
من جانبه، قال سعادة ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن: 'إن برنامج "رواد الأسواق المالية" يمثل إضافة نوعية إلى مسيرة بناء الكفاءات الوطنية وتأهيلها لقيادة مستقبل القطاع المالي في دولة الإمارات، ونتطلع من خلال شراكتنا مع هيئة الأوراق المالية والسلع وأكاديمية أبوظبي العالمي (ADGMA) إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تمكن الشباب الإماراتي من اكتساب المعارف المتقدمة وصقل مهاراتهم العملية بما يتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية".
وأضاف: 'إن الاستثمار في شبابنا المبدع، ومنحهم فرص التدريب المتخصص في هذا القطاع الحيوي، هو جزء من رسالتنا نحو تعزيز الهوية الوطنية، وتمكين الشباب من المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية المستدامة للدولة، نحن على ثقة بأن خريجي هذا البرنامج سيمثلون إضافة نوعية للقطاع المالي، وسيسهمون في تعزيز تنافسيته على الساحة الدولية، مما ينسجم مع رؤية الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار".
وبهذه المناسبة قال حمد صياح المزروعي، رئيس مجلس إدارة أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGMA): "يسر أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGMA) أن ترحب بالدفعة الجديدة من المنتسبين للدورة الثانية من برنامج 'رواد الأسواق المالية'. إن هذا البرنامج المتميز، يمثل أحد أبرز أوجه تعاوننا مع كبرى المؤسسات الإماراتية وفي مقدمتها هيئة الأوراق المالية والسلع وصندوق الوطن في المجالات التعليمية والتدريبية المتخصصة. كما أن الاستمرارية التي يتصف بها هذا البرنامج، عبر انعقاد دورته الثانية، تؤكد على الأهمية لتي توليها أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGMA) لتعزيز القطاع المالي في الإمارات، عبر نشر العلم والمعرفة من خلال أفضل البرامج التدريبية التي تدعم الكوادر الوطنية وتعزز من مهارات وخبرات المنتسبين في القطاع المالي."
ومتوجهاً إلى المشاركين في برنامج رواد الأسوق المالية، قال المزروعي: "إن التعلم هو مفتاح النجاح في عالم المال، ونحن هنا لتزويدكم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات السوق والتميز في حياتكم المهنية. نؤمن أن استثماركم في التعلم اليوم سيقودكم إلى غدٍ مشرق وواعد، ونتطلع إلى رؤيتكم تسهمون في تعزيز مستقبل القطاع المالي لدولة الإمارات."
عن برنامج "رواد الأسواق المالية"
يستهدف البرنامج فئات مختلفة تشمل المستثمرين الجدد والعناصر المرشحة من قِبل صندوق الوطن، وموظفي الشركات المساهمة العامة، والشركات المرخصة من قِبل الهيئة، بالإضافة إلى المرشحين من الجهات الاتحادية والمحلية، وموظفي الهيئة حديثي التخرج الحاصلين على شهادة «البكالوريوس»، ومرشحي مجلس شباب الهيئة.
ويلتزم الملتحقون بالبرنامج بإنجاز نحو 84 ساعة تدريبية، تقدم على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة، مما يسهم في توفير معرفة شاملة حول التوجهات المالية والاقتصادية العالمية وأسس الاستثمار في أسواق الأوراق المالية.
ويتيح البرنامج للمنتسبين التأهل لمهنة «ممثل وسيط» في سوق العمل، وفقاً للشروط والإجراءات المعمول بها لدى الهيئة، كما يوفر لهم فرصة التأهل لاختبارات الشهادات الدولية التي تعزز المسار الوظيفي في سوق العمل، وتشمل هذه الشهادات "أساسيات الخدمات المالية" من المعهد المعتمد للأوراق المالية والاستثمار، و"أساسيات الاستثمار" من معهد المحللين الماليين المعتمدين.